أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةسياسةصفعة جديدة للبوليساريو.. الاتحاد الإفريقي يمنع المليشيات الانفصالية من حضور المحافل الدولية

صفعة جديدة للبوليساريو.. الاتحاد الإفريقي يمنع المليشيات الانفصالية من حضور المحافل الدولية

مروان حميدي

صفعة جديدة وجهها الاتحاد الإفريقي، لجبهة البوليساريو الانفصالية، وداعمتها الجمهورية الجزائر، بعد القرار الاستراتيجي الأخيرة المتخذة من قبل الاتحاد والقاضي، بحصر مشاركة المنظمة بالمحافل الدولية الكبرى في الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، وهو قرار موجه بالدرجة الأولى للجبهة الانفصالية كونها الوحيدة التي تتوفر على عضوية الاتحاد الإفريقي دون أن تكون دولة عضوًا في الأمم المتحدة.

قرار يعني استبعاد جبهة البوليساريو بشكل كامل عن جميع الفعاليات والمؤتمرات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي، بما في ذلك المحافل الاقتصادية الهامة. وبالتالي، لن تتمكن البوليساريو من المشاركة في أي قرارات أو مفاوضات تتعلق بالقارة الأفريقية، مما يضعف موقفها بشكل كبير.

وستساهم هذه الخطوة أيضا حسب مختصين في حماية الاتحاد الأفريقي من الضغوط الخارجية، وخاصة من الجزائر وجنوب إفريقيا، اللتين تدعمان البوليساريو. فباستبعاد البوليساريو، يتجنب الاتحاد الأفريقي أي مواجهة دبلوماسية قد تؤثر على علاقاته مع الدول الأخرى.

هشام معتضد، خبير الشؤون الاستراتيجية، أكد أن إصدار الاتحاد الإفريقي قرارًا يمنع الدول غير العضوة من المشاركة في المناسبات والمحافل الدولية يحمل أهمية كبيرة من عدة جوانب، أولها تعزيز الوحدة الداخلية، حيث سيعمل هذا القرار على تعزيز وحدة الدول الأعضاء ويمنع التدخلات الخارجية التي قد تؤثر على سياسات ومواقف الاتحاد الإفريقي.

وأوضح المتحدث في تصريح لـ “العمق” أن هذا القرار سيعزز الشرعية والمصداقية، كون أنه سيمنح الاتحاد الإفريقي شرعية أكبر بعد التأكيد على أهمية العضوية الرسمية في منظمة الأمم المتحدة للمشاركة في أنشطتها.

واعتبر المحلل السياسي، أن مسألة تركيز الجهود الداخلية، مرتبطة بشكل كبير بهذا القرار الاستراتيجي، إذ أنه يتيح الفرصة للدول الأعضاء للتركيز على قضايا القارة دون تأثير من دول أو جهات خارجية قد تكون لها أجندات مختلفة.

وحول مدى تأثير هذا القرار على كل من الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية التي لا تتمتع بالعضوية داخل منظمة الأمم المتحدة، قال معتضد: بالنسبة للجزائر، قطعا، نعم، لأن القيادة الجزائرية تُعد داعمًا رئيسيًا لجبهة البوليساريو، وبالتالي من شأن هذا القرار أن يُقلل من قدرتها على التأثير في قرارات الاتحاد الإفريقي من خلال الدعم الذي تقدمه للجبهة”.

وتابع: “كذلك بالنسبة لجبهة البوليساريو، لأن القرار يعتبر تحديًا كبيرًا لقيادتها، خاصة وأنه يحد من مشاركتها وتأثيرها في المحافل الإفريقية، مما يقلل من قدرتها على كسب التأييد والدعم من الدول الأعضاء القليلة التي مازالت تستعمل ورقة الجبهة من أجل تنفيذ أجندات خارجية أو خلق مزايدات سياسية عبر المتاجرة بالساكنة المحتجزة في تندوف”.

وأكد المتحدث أنه وعلى الرغم من أن القرار الذي يمنع الدول غير العضوة من المشاركة في المناسبات لا يعني بالضرورة طرد أي جهة، لكنه قد يكون خطوة باتجاه الحد من تأثير الجهات غير المعترف بها رسمياً، و بالتي فهي رسالة سياسية غير مباشرة يراد منها بناء توجه واضح و صارم يسعى لطرد جبهة البوليساريو من منظمة الاتحاد الإفريقي.

وأشار خبير الشؤون الاستراتيجية، إلى أن هذا القرار يمكن أن يُعتبر أيضًا إشارة واضحة لجبهة البوليساريو بأن الاتحاد الإفريقي يسعى لتقوية معاييره وقواعده الداخلية، مما سيؤثر على وضع الجبهة داخل المنظمة لأن عضويتها قائمة على أسس غير قوية وبعيدًا عن ثقافة الشرعية السياسية للتوجهات الإفريقية.

وخلص هشام معتضد، بالقول: “يمكن القول أن هذا القرار يُظهر أن الاتحاد الإفريقي يتجه نحو تعزيز مؤسساته وتنظيماته الداخلية لضمان وحدة وسلامة قراراته وسياساته بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة المرتبطة بتنفيذ أجندات معينة تهدف إلى إضعاف الصف الإفريقي من خلال تغذية النزاعات عبر دعم أطراف تفتقد لأدنى مقومات الشرعية السياسية والقانونية”.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة