تفاعلا مع فرض الجزائر التأشيرة على المواطنين المغاربة، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش وخبير بالمركز الوطني للبحوث العلمية والتقني، إن “فرض التأشيرة الجزائرية هي حلقة من حلقات مسلسل العداء الذي تمارسه الجارة الشرقية ضد المملكة المغربية، وأن هذا الإجراء يبقى شكليا لأن المواطنين المغاربة لا يسافرون إلى الجزائر”.
وأضاف نشطاوي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “هذه الخطوة تشبه خطوة ترحيل عشرات الآلاف من المغاربة سنة 1975، ويجب أن نقرأ هذا القرار في سياقه الزمني على اعتبار أن هذا أول قرار اتخذه تبون بعد توليه زمام الحكم داخل الجزائر لولاية ثانية”.
واعتبر أن “تبون يريد كسب تعاطف النظام العسكري الجزائري والخضوع لقراراتهم، وبالتالي فإن مثل هذه القرارات متوقعة لأنه سبق وأن اتخذت السلطات الجزائرية عدة قرارات كإغلاق الحدود ومنع الطائرات فوق المجال الجوي للجارة الشرقية وسحب السفراء”.
وأردف المحلل السياسي “أنه لا وجود لأي تطبيع في العلاقات بين البلدين إلا بشرط واحد وهو ذهاب العسكر الجزائري”، مبينا أن “الجيل الذي عاش مرحلة حرب الرمال هو الذي يمارس العداء حاليا ضد المغرب، على اعتبار أنه جيل ناكر للجميل”.
وأوضح الخبير بالمركز الوطني للبحوث العلمية والتقني أن “العسكر الجزائري يحاول صنع المجد بدون تاريخ، حيث يمارس سياسة الإلهاء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في حق شعبه، والدليل هو النسبة التي لجأت إلى صناديق الاقتراع من أجل التصويت على رئيس جديد للجزائر”.
وتابع أن “هناك نقطة لابد من الإشارة إليها وهي أن النظام الجزائري يحاول الضغط على المغاربة من أجل فرض التأشيرة تجاه المواطنين الجزائريين، بهدف عدم منحهم فرصة التعرف على المغرب الحديث”.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن “التنمية الاقتصادية والاجتماعية المغربية تدهش الجزائريين وتزعج النظام العسكري، ولا مقارنة إلى حدود اليوم بين المغرب والجارة الجزائرية التي تكن العداء ضد المملكة الشريفة”.
