أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةسياسةالسياسة بين الأخلاق و النفاق… بقلم ذ. يونس مرزوقي

السياسة بين الأخلاق و النفاق… بقلم ذ. يونس مرزوقي

الأحداثبقلم :يونس مرزوقي

يعتبر الفعل السياسي أحد أهم مقومات الحياة الإنسانية، إذ من المعول عليه خلق قنوات دائمة للتفكير في ماهية الآليات و الوسائل الكفيلة بتدبير حاجيات المواطنين اليومية في شكل يتحقق معه التوازن بين ما هو اجتماعي ، سياسي ، اقتصادي وثقافي و أهداف السياسة في الفكر اليوناني تهدف أيضا إلى خدمة الصالح العام و تحقيق السعادة لأفراد المجتمع. و في مغربنا الحبيب جاء ميلاد دستور 2011 ليدشن مرحلة جديدة للممارسة السياسية تقوم في جوهرها على المصالحة بين المواطن والمشهد السياسي، وذلك بالاعتماد على أسس استراتيجية جديدة في التعامل مع مسألة التنمية السياسة بين الأخلاق و النفاق المبنية على النتائج و من ثمة وضوح الأهداف وتعتمد على المساءلة والمحاسبة و المشاركة نواتها الصلبة . إذن ما الذي يقع بالخريطة السياسية بالمغرب و ما هي الأسباب وراء اندحار الفعل السياسي وتقهقر شعبية السياسيين و المنتخبين في أعين المغاربة ؟ إن ما وصلنا إليه اليوم تتحمل فيه المسؤولية الكبرى الأحزاب السياسية و نخبها التي أخطأت موعدها مع التاريخ في محطات مفصلية سابقة واختارت فيها الانتصار لحساباتها الضيقة على حساب المواطن والديموقراطية و آمال الناس. مما أدى إلى تجذر ظاهرة عدم الاكتراث السياسي داخل مجتمعنا المغربي و رفع نسبة العزوف في المشاركة السياسية التي جعلت المشهد السياسي مليئا ببعض الوجوه المستهلكة و التي لا يهمها إلا التناحر من أجل مصلحتها الخاصة فرمت بكرة المصلحة العامة في هوة سحيقة تناثرت حباتها فزادت من نسب عدم ثقة المواطن في السياسي مما تمخض عنه فقدان بلادنا لطاقات شابة كان الواجب الاهتمام بها عن طريق تأطيرها و تتبعها من قبل هاته الأحزاب التي تتلقى دعما ماليا مهما من الدولة للقيام بهذه الوظيفة. فكيف لجاهلي أدنى مبادئ الممارسة السياسة أن يقدموا للناخب ما يطمح إليه و كيف لباحث أكاديمي خريج جامعات و متخصص في علم السياسة أن يجد مكانا بين من أصبحوا يهتفون بشعارات لا يعرفون معناها لا لشيء سوى لتحقيق مآربهم الضيقة و من ثمة فمن يعارضهم يجد نفسه يغرد خارج السرب المتكون من خفافيش الظلام التي لا تتلاءم مع أنوار الديموقراطية . فإذا تمعنا جيدا في مسار بعض الفاعلين نجد أن السياسة أصبحت مهنة من لا مهنة له مع تناقض برامجهم الانتخابية و ممارستهم اليومية. و من هنا يتضح جليا لم مؤسسات الدولة غير المنتخبة تتمتع بمعدلات ثقة أعلى بكثير مقارنة مع المنتخبة . و يعتبر أهم عامل للاستقرار السياسي في بلدنا حب العرش العلوي المجيد وليد إرادة مغربية يجددها كل جيل من خلال البيعة و هي بيعة تؤكد ولاء الشعب المغربي و تشبته بأهداب العرش العلوي والأسرة الملكية الشريفة تحت شعارنا الدائم :

                      الله الوطن الملك

ختاما أود أن أشير إلى ضرورة القطع مع الممارسات الاسترزاقية والانتقال إلى الممارسة الاحترافية بشروط محددة الممارسة السياسة و أيضا تأهيل البنيات الحزبية وبلورة ميثاق أخلاقي ملزم للفاعل السياسي و تكريس مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة و العودة إلى رأي الفيلسوف سقراط القائل : ” إن السياسة لا تعني فن البقاء في الحكم . و ان الغاية الأساسية منها ليس إحكام القبضة على السلطة بل من أهم جوانبها الأخلاق السياسية التي يتمثل دورها في جعل المواطنين شرفاء وصالحين من خلال قيام السياسيين بغرس الصفات الفاضلة كضبط النفس والعدالة والاستقامة الأمر الذي يضمن لهم عيش حياة هنيئة .

Tags :الأخلاقالسياسةهيئة التحرير19 أكتوبر، 2024

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة