في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ارتفعت أصوات عدائية، تحمل في طياتها نوايا خبيثة وتوجهات إيران العدائية نحو المغرب.
كان ذلك في لحظة عصيبة، حيث جددت طهران دعمها للانفصاليين، متسترةً وراء شعارات مُزَيّفة تدعو إلى “حق شعب الصحراء في تقرير المصير”. ولكن، من يضمن أن هذه الادعاءات ليست سوى غطاء لتدخلات مشبوهة في شؤون دولة ذات سيادة، تستحق الاحترام والكرامة؟
أبدت مندوبة إيران جرأة غير معهودة حين وصفت المغرب بـ”دولة احتلال واستعمار”، متجاهلةً تاريخها العريق الذي يزخر بقيم التسامح والاستقرار.
إن هذا الكلام ما هو إلا قنبلة موقوتة تهدف إلى إثارة الفتنة وزعزعة الأمن، محاولةً بذلك تفتيت وحدة المملكة المغربية، التي لطالما كانت رمزًا للتلاحم بين شعبها.
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لم يقف صامتا أمام هذه الإهانات، فقد حذر من تسليح إيران لجبهة البوليساريو، مُشيرا إلى دور ميليشيات حزب الله في تدريب الانفصاليين.
هنا، تتكشف أبعاد الخطر الذي يحدق بالمغرب؛ فالتدخل الإيراني ليس مجرد دعم لمجموعة انفصالية، بل هو محاولة صارخة لزعزعة الاستقرار، تهدد سلامة كل الدول التي تسعى لتحقيق التنمية.
ما الدافع الحقيقي وراء هذا الدعم الإيراني للانفصاليين؟ هل هو سعي للضغط على المغرب لتعزيز نفوذ طهران في إفريقيا؟ أم هي استراتيجية تخطط لإثارة الفوضى في منطقة عانت كثيرا من النزاعات؟ في خضم هذه التساؤلات، تبرز تحديات أكبر تواجه المغرب.
لكن، على الرغم من هذه العواصف، لن يظل المغرب مكتوف الأيدي؛ فهو، بتاريخه العريق، لن يتراجع أمام هذه التهديدات، بل سيستمر في تعزيز دفاعاته، محافظا على وحدته الترابية وسيادته الوطنية، مستندا إلى دعم المجتمع الدولي والإقليمي الذي يعد عاملا حاسما في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار.
إن الرؤية المستقبلية للمغرب تتجاوز مجرد مجابهة التهديدات العسكرية؛ فهي تستدعي استراتيجيات فعالة تعزز التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، إذ من من هنا، يجب على الجميع سواء داخل المغرب أو خارجه، أن يدركوا أهمية التكاتف لمواجهة التحديات المتزايدة، وتحقيق السلام والتنمية.
إيران، بجرائمها وألاعيبها السياسية، لن تكون هي المعيار الذي يحدد مستقبل المغرب، بل إن العمل الجاد والتفاني في الدفاع عن الوحدة والاستقرار، هما اللذان سيقودان المغرب نحو مستقبل مشرق، يتلألأ فيه أمل الأمن والتنمية.
ظهرت المقالة عندما يُرفع النقاب .. إيران تُظهر عداءها للمغرب أولاً على Maroc 24.
سبورتيف1
