أكد عميد كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد اللطيف كداي، اليوم السبت بفاس، أن المغرب قطع خطوات هامة في مسار تحقيق جودة التعليم والنهوض بمهنة التدريس.
وأبرز السيد كداي، في عرض قدمه خلال ندوة نظمتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس – مكناس بمناسبة انعقاد النسخة الأولى من مبادرة “الصالون التربوي”، أن المغرب اعتمد آليات مهمة للنهوض بجودة التعليم والمدرسة العمومية لاسيما القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، والنموذج التنموي الجديد، وخارطة الطريق من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع 2022-2026.
وأكد الأكاديمي في السياق ذاته، على ضرورة إيلاء اهتمام خاص للمدرس من جميع الجوانب وجعله قدوة، والحرص على تكوين جيل جديد من المدرسين للنهوض بالمدرسة العمومية وتمكينها من القيام بالأدوار المنوطة بها.
من جهة أخرى، استعرض عميد كلية علوم التربية عددا من التجارب الدولية الرائدة في تحقيق جودة التعليم “والتي يمكن الاستفادة منها” والمتمثلة في بلدان فنلندا وكندا وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
وأشار إلى أن الخلاصات الأساسية التي يمكن استنتاجها من هذه التجارب الدولية تتمثل، بالخصوص، في ضرورة الاستثمار في المدرس، والمرونة في المناهج، وتوفير نظام تقييم مستمر وجعل التكنولوجيا في خدمة التعليم، إضافة إلى التركيز على التلميذ.
وذكر السيد كداي أيضا أنه بالرغم من الاختلاف الموجود بين هذه التجارب الدولية وخصوصية كل بلد ومجتمع، فإنه يمكن الاستفادة مما حققته من نجاحات من أجل النهوض بجودة التعليم بالمغرب، مؤكدا أن الرهان الأساسي يتمثل بالأساس في القيام بإصلاحات شاملة وتكوين جيل جديد من الموارد البشرية.
وسلطت هذه الندوة التي رفعت شعار “تحقيق الجودة في التعليم: رهان المدرسة والمدرس” الضوء على ثلاثة محاور أساسية تهم “المدرس”، و”التعلم مدى الحياة”، و”التعاون” الذي يستلزم بالخصوص دمج مختلف الفئات والاستجابة للحاجيات الفعلية للمجتمع وتعزيز القيم المجتمعية.
يذكر أن الباحث والأكاديمي عبد اللطيف كداي هو عضو اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وأستاذ زائر بجامعة “بادوفا” بإيطاليا. وصدرت له عدة مؤلفات وبحوث أغنت الخزانة الوطنية.
أكاديمي: المغرب قطع خطوات هامة في مسار تحقيق جودة التعليم والنهوض بمهنة التدريس
