أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةمجتمعالفصائل الطلابية تفتتح الموسم الجامعي بمحاولات الاستقطاب وتوسيع القواعد

الفصائل الطلابية تفتتح الموسم الجامعي بمحاولات الاستقطاب وتوسيع القواعد


هسبريس – عبد العزيز أكرام

شرعت الفصائل الطلابية الجامعية مبكرا-كما اعتادت على ذلك- في التموقع من جديد داخل الحرم الجامعي عبر بوابة الأنشطة المرتبطة باستقبال الطالب الجديد، محاولة بذلك تسهيل اندماج هذا الأخير في المحيط الجامعي وتجاوز مختلف العقبات التي عادة ما تعرفها عملية التسجيل وإعادة التسجيل وتغيير الشعب والمسالك لكثير من الوافدين على المؤسسات الجامعية.

وأعادت الفصائل الطلابية، انطلاقا من هذه الأنشطة ذات الحمولة التضامنية في الأساس، الحركية إلى الحرم الجامعي بالموازاة مع انطلاقة الموسم الجامعي رسميا هذا الأسبوع، بغض النظر عن مرجعياتها السياسية وطبيعة مشاريعها الفكرية.

ويبدو أن هذه الفصائل، بما فيها اليسار والحركة الثقافية الأمازيغية والتجديد الطلابي وفصائل أخرى، تحاول من خلال عملية استقبال الطالب الجديد عرض مشروعها الفكري وتصوراتها للعملية السياسية والممارسة الديمقراطية بالمغرب على الطلاب الجدد، ساعية بذلك إلى استقطاب أكبر عدد منهم، دعما لمشروعيتها داخل الجامعات المغربية.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;}

وبداية من هذه الأيام تدخل الجامعات من جديد مرحلة النشاط والتنافس بين الفصائل الطلابية، باختلاف مرجعياتها، على من يؤثر أكثر في صناع القرار الجامعي ومن يدافع أكثر عن الطالب وحقوقه المكتسبة، إضافة إلى من يتمكن من صناعة قاعدة جماهيرية أكبر، في وقت لا ينكر فيه الطلبة النشطون ضمن هذه الفصائل أن الأخيرة اليوم ليست كنظيراتها بالأمس.

ولا يتوانى هؤلاء في التأكيد أن “كل فصيل طلابي يبدأ منذ انطلاقة الموسم الجامعي في الترويج لأطروحته الفكرية والسياسية واستقطاب الطلبة الجدد ومحاولة تعريفهم على مشروعه، بما يمكنه من توسيع قاعدته الجماهيرية وضمان تسيد مختلف القوى الطلابية الأخرى داخل جامعة بعينها”.

الفصائل تساند الطلبة

محمد بنساسي، رئيس الاتحاد العام لطلبة المغرب، أكد بداية “أهمية المنظمات الطلابية وأدوارها المحورية في توجيه الطلبة الجامعيين الجدد ومساعدتهم على الاندماج بشكل سريع في التعليم الجامعي وخصوصياته، حيث تكون عادة هناك عراقيل ومشاكل مرتبطة أساسا بالتسجيل وإعادة التسجيل؛ الأمر الذي يجعل من هذه المنظمات الطلابية مساهما في إنجاح الدخول الجامعي ومختلف ترتيباته”.

وأضاف بنساسي، في تصريح لهسبريس، أن “هذه المنظمات تعمل كذلك على تقريب التخصصات المتاحة من الطلبة وتبسيطها وبيان آفاقها، على الرغم من وجود إقرار بتراجع ملموس في أدوار هذه الفصائل، إلا أن ذلك لا يعني التوجه نحو التخلي عنها كهيئات في ظل المشاكل التي تعرفها المؤسسات الجامعية المغربية”.

وبخصوص توجه هذه الفصائل الطلابية بمختلف مشاربها الفكرية إلى استقطاب الطلبة الجدد إلى صفوفها وعرض مشاريعها السياسية والفكرية عليهم، كشف المتحدث أن “الأمر إيجابي بالفعل، وليس سلبيا، ما دام أن الحرم الجامعي، إضافة إلى كونه منبرا للتحصيل الجامعي، فضاء للحوار والتعرف على مذاهب وأطروحات فكرية جديدة”.

كما ذكر بنساسي أن “التعليم الجامعي مرحلة مهمة في حياة ومسار الطالب تتيح له إمكانية الالتحام بأفكار جديدة تساهم في صقل مهاراته ودفعه إلى الفهم الجيد لمحيطه السياسي والمؤسساتي”، وقال: “لا ضير إذن في أي عمل من قبل الفصائل الطلابية، إلى جانب أدوارها النقابية، على استقطاب الطلاب الجدد وتعزيز تواجدها بالحرم الجامعي، بما يمكنها من خدمة المصلحة الفضلى لهم في نهاية المطاف”.

تنافس محمود

عماد، المنسق الوطني لفصيل طلبة اليسار التقدمي، سجل في تصريحه لهسبريس أن “الفصائل الطلابية بمختلف توجهاتها رسّخت التقليد النضالي المتمثل في استقبال الطالب الجديد، حيث إن كل فصيل عادة لديه أهدافا مسطرة خاصة إلى جانب الأهداف الرئيسية المتمثلة في تهيئة انتقال الطالب الجديد من الثانوي التأهيلي إلى التعليم الجامعي”.

وأوضح عماد أن “مختلف الفصائل تكون حاضرة على مستوى الجامعات خلال بداية استقبال الطالب الجديد من أجل الوقوف على المشاكل التي يعاني منها الطلاب، سواء فيما يتعلق بالتسجيل وإعادة التسجيل أو التراجعات المسجلة في الحقوق المكتسبة”، موردا: “وضعنا مكاتبنا الخاصة بالفصيل الطلابي بعدد من الكليات للغرض ذاته”.

وزاد: “الدخول الجامعي الجديد يعرف بطبيعة الحال عروضا فكرية وسياسية من قبل كل فصيل على حدة، حيث إن كل فصيل يعرض مشروعه الفكري والسياسي ما دام أن كل طالب بالجامعة يظل ناضجا وبإمكانه الانخراط بدوره في التفكير في قضايا البلاد وإخضاعها للنقد والتحليل والدراسة كذلك”، مبرزا أن “من الأبعاد الرئيسية للجامعة، صناعة النخب والتفاعل مع ما هو موجود في الحقل السياسي والحزبي الوطني”.

وكشف الفاعل الطلابي ذاته أن “الفصائل تحاول بطبيعة الحال إقناع الطلاب على مستوى الحرم الجامعي بمشروعها الفكري والسياسي كذلك، بالموازاة باضطلاعها بمهام الدفاع عن حقوق الطلبة تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي يشكل نقابة طلابية قوية لعبت دورا أساسيا منذ تأسيسها، في الوقت الذي لا يمكن تجاهل الأزمة التنظيمية التي يعرفها”.

وأكد المنسق الوطني لفصيل طلبة اليسار التقدمي أن “الجامعة يمكنها أن تنشط بدون فصائل طلابية بطبيعة الحال، ولنا في طلبة الطب المثال، غير أنه دائما ما تتوفر هذه الفصائل على مقومات أساسية في تدبير الأوضاع داخل الحرم الجامعي”.

وخلص عماد إلى أن “الجامعة في نهاية المطاف غير معزولة عن المجتمع المغربي، مما يجعلها تحتضن ورشا سياسية وتفاعلات فكرية بين مختلف الفصائل؛ فهذه الأخيرة تسعى جاهدة منذ بداية الموسم الجامعي إلى التسويق لآرائها ومشروعها الفكري والسياسي، وهو أمر محمود، لكن يجب أن تبقى الأمور دائما في إطار ديمقراطي وتنافس شريف يساهم في تداولية الأفكار والمساهمة في تخريج كفاءات ذات حس سياسي وفكر ناضج ملم بسيْر المشهد السياسي والحزبي الوطني”.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة