لم يستبعد تجار الفواكه والخضر بالجملة أن يؤثر قرار وزارة الفلاحة باستئناف تصدير بعض الخضر كالبصل والبطاطس إلى الأسواق الإفريقية، وعلى رأسها السوق الموريتانية والماليَّة، على بنية أسعار هذه المنتجات المهمة في المائدة المغربية خلال الفترة المقبلة.
وفي جولة قامت بها جريدة “مدار21” الإلكترونية في سوق الجملة بمدينة إنزكان، التقت بتاجر بصل بالجملة، والذي قال إن “أسعار البصل ارتفعت بـ20 سنتيما بالنسبة للكيلوغرام الواحد في أسعار الجملة”، موضحاً أن “سعر البصل اليوم في الجملة يتراوح ما بين 2 إلى 2.5 درهم للكيلوغرام الواحد”.
وسجل المهني نفسه في حديثه لجريدة “مدار21” الإلكترونية أن “الإشكال اليوم في البصل هو ضعف جودته مقارنة بالسنوات السابقة”، موضحاً أن “الأزمة الحالية التي يعرفها هذا المنتج تعود إلى وجود فيروس ضرب عدداً من ضيعات الخضر والفواكه، بما في ذلك البصل”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “وفرة هذا المنتج اليوم لم يستفد منها المستهلك بشكل كبير”، مشيراً إلى أنه “في كثير من الأحيان، تظهر ثمرة البصل سليمة من الخارج، لكنها فاسدة من الداخل”.
ورجح المهني نفسه أن “يرتفع ثمن البصل خلال الأيام القليلة المقبلة على الرغم من كل هذه السلبيات”، لافتاً إلى “تأثير قرار استئناف التصدير إلى بعض الدول الإفريقية، وعلى رأسها موريتانيا، على الأسعار داخل الأسواق الوطنية”.
وأشار إلى أن “السوق الموريتانية وحدها أصبحت تستورد قرابة 30 إلى 40 شاحنة يومياً من (البصلة النحاسية)”، مبيناً أن “هذا الحجم من التصدير من الممكن أن يؤثر على أسعار البصل في الأسواق الوطنية”.
وأوضح المتحدث نفسه أن “البصل، خلال الفترة التي أوقفت فيها الدولة التصدير، ظل متوفراً في الأسواق الوطنية طوال السنة”، مبرزاً أنه “حينما تغيب (البصلة الكركوبة)، توفر الأسواق (البصلة الخضارية أو الحريف كما هو متداول)”.
وأضاف أن “بنية الأسعار اليوم أصبحت معقدة، مما يجعل من الصعب تحديد الأثمنة لكثرة العوامل المتداخلة والمتغيرة بشكل مستمر”، مشيراً إلى أن “هذا الإشكال ازداد حدة خلال الموسم الحالي، حيث نجد سعر منتج ما منخفضاً خلال أشهر، ثم يرتفع بشكل مفاجئ دون معرفة الأسباب الحقيقية”.
أما بخصوص الطماطم، فقد ذكر أحد التجار الذين تصادفت معهم “مدار21” في السوق ذاته، أن “سعر صندوق الطماطم اليوم في أسواق الجملة يتراوح ما بين 35 إلى 250 درهما للصندوق الواحد”، موضحاً أن “الأثمنة تتغير حسب جودة المنتج، وأقصى سعر اليوم يتراوح بين 230 إلى 250 درهما بالنسبة للطماطم”.
وأوضح المهني ذاته أنه “لا توجد معايير ثابتة اليوم تتحكم في أسعار الفواكه والخضر في أسواق الجملة، وإنما الجودة هي التي تحدد السعر، والمستهلك يختار المنتج الذي يناسب قدرته الشرائية”.
وأضاف المصدر ذاته أن “الفلاحين الصغار حققوا ربحاً متواضعاً خلال الشهرين الماضيين بعد تراجع تكاليف الإنتاج”، مشيراً إلى أن “الارتفاع التدريجي للأسعار خلال الأسابيع القليلة الماضية أعاد أزمة ضيق هوامش الربح إلى الواجهة”.
وأشار المصرح نفسه إلى أن “أسعار الأدوية والأسمدة لا تزال مرتفعة، مما يؤثر على سعر المنتج النهائي”، موضحاً أن “الطماطم تصنف كـ(سلعة الماء)، وبالتالي إذا لم يبعها التاجر في يومها قد يتكبد خسارة كبيرة”.
