أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةمجتمععزيز هناوي وأحمد وايحمان.. كوبل فُكاهي يَنشد الشهرة من أَجْدَاث الشهداء

عزيز هناوي وأحمد وايحمان.. كوبل فُكاهي يَنشد الشهرة من أَجْدَاث الشهداء

الخط :
A-
A+

ليس هناك أخطر على القضية الفلسطينية، وعلى قُدسيتها عند المغاربة، من أولئك الذين يُدافعون عنها بالتَعصُّب والتَطرُّف والصِدامية البَئيسة.

فالمنافحة السياسية عن قضية فلسطين تَحتاج لمفكرين وأدباء، وليس ل”عطاشة” لا يُجيدون سوى التَسكُع في أرصفة الطُرقات، والتَراشُق بالتَجْريحات والتَصريحات العَبثيَّة.

والنِضال من أجل فلسطين يَتحقَّق بالاستثمار الفكري في الإبقاء على جَذوَة القضية مُشتعِلة في قُلوب الناس وصُدورِهم، وليس بشخص يُدعى أحمد وايحمان يَجُوب أسواق تنغير “يشمشم” على التُمور القادمة من إسرائيل.

فقضية فلسطين هي قضية عادلة، يَتساوى فيها المغاربة قاطبة، وهي بحاجة لمن “يَلبس الدرع كاملةً، ويَستولِد الحقَّ من أَضْلُع المستحيل” كما قال الشاعر الكبير أمل دنقل.

أما ما يَقُوم به أحمد وايحمان من انتحال لصفة “المحتسب في أسواق التمور”، ومن “بلطجية ونطيح بالرأس”، فهي إساءة لقضية سامية وإمعان في إسفافها وابتذالها.

أما الموظف الشبح عزيز هناوي المنحدر من المغرب الأقصى والمسكون بالمسجد الأقصى، كما يَحلو له أن يَسمع، فهو مُجرَّد “زميرة” كما يَقول إخواننا اللبنانيين، يُردِّد رَجع الصدى الإيراني في شوارع المغاربة.

فمثل هؤلاء الناس لا يُدافعون عن فلسطين، لسبب بسيط أن لا أحد منهم خلَّد ذِكرها في الباقيات السَرمديات، ولو بعمل أدبي أو سينمائي أو غنائي، فقط تَجدُهم يَتنابَزون ويَتعاركُون ويُحرِّضون على التَمييز والكراهية على أساس الدين والمعتقد.

والخطير أن أحمد وايحمان أصبح يَقتَفي أثر كل يَهودي أو يَهودية في المغرب، في قنوات التلفزة وفي الأسواق وفي المطابخ، مُعتقِدا بكثير من التَضلِيل والشَعبَوية أن كل يهودي هو صهيوني!

ومن المفارقات الغريبة أن سينمائية يهودية مغربية خَدمت فلسطين أكثر مما يَخدمها أحمد وايحمان نفسه، بل إن هذا الأخير كان يَضطهدُها بحدسِه الذي كان يَستخدمُه لرَصد التُمور الإسرائيلية في أسواق المغرب العَميق.

فهذه اليهودية المغربية المسماة سيمون قَدَّمت أفلاما لصالح القضية الفلسطينية، وعَرَضَتها داخل فلسطين، ونالت عنها جوائز مَرمُوقة، ويأتي بعد ذلك أحمد وايحمان ليَزدريها ويَقذِفها بتُهمة “الصُهيونية”، وهو الذي لا يَملِك في رَصيده النضالي سِوى “شَهر حبسا بسبب نَطح رجل سلطة في المغرب الأقصى”.

لقد آن الأوان للقَطع مع هذا الاحتكار السَمج والصافق للقضية الفلسطينية من أولئك الذين يُسيؤون لها، بِوِشاح رَث ولِسان سَليط وتَفكير مَحدود!

فما دامت القضية الفلسطينية ب”تعرعير أحمد وايحمان” و”صعصعة” عزيز هناوي، وإنما استمرَّت بأشعار محمود درويش وأمل دنقل، وكتابات غسان كنفاني، ورسومات ناجي العلي، وتَضحيات الشهداء تابوت وراء تابوت.

أما ما يَقوم به أحمد وايحمان وعزيز هناوي من مُشاكَسات ومُناكَفات بُوليودية، فهو مُجرَّد “مَشهَد بَئيس لأشخاص يَنشُدون الشُهرة من أَجْدَاث الموتى وقُبُور الشهداء”.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة