أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةمجتمعمناطق قروية ونائية في المغرب تعاني من ضعف شبكتيْ الهاتف والإنترنت

مناطق قروية ونائية في المغرب تعاني من ضعف شبكتيْ الهاتف والإنترنت


هسبريس – عبد العزيز أكرام

بين الفينة والأخرى تعود إلى الواجهة مسألة ضعف شبكة الهاتف النقال والإنترنت بعدد من مناطق المملكة، خصوصا في العالم القروي والمناطق الواقعة خارج المدن، وهو ما يصنف عادة ضمن خانة عراقيل التنمية، بالنظر إلى كون وجود هذه الشبكة صار بالأهمية نفسها التي تكتسيها شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي، في الوقت الذي يتأهب فيه المغرب لتوفير الجيل الخامس بحواضره استعدادا لمونديال 2030.

يطرح هذا الموضوع الكثير من النقاش في أوساط المواطنين، خصوصا خلال فترة الصيف التي تعرف هجرة صوب المناطق الداخلية المعنية الأولى بالأمر، إذ يكون بذلك الوافدون عليها أمام “معضلة” الحفاظ على الارتباط بالعالم الخارجي عبر شبكة الإنترنت، وهو ما ينطوي كذلك على السياح الأجانب وهواة السياحة الجبلية على سبيل المثال.

هسبريس طالعت عددا من الشكايات وردود الفعل الرقمية التي تحيل على استمرار ضعف شبكة الهاتف والإنترنت وحتى انعدامها بعدد من مناطق المملكة، الأمر الذي كان مرارا موضوع مساءلة برلمانية لِغيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، واستفسارها عن تدابير وزارتها من أجل تأمين ارتباط المواطنين بشبكة الإنترنت لعلاقتها بخدمات هامة وضرورية.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;}

وسبق أن أشارت المسؤولة الحكومية ذاتها، في جواب لها على سؤال شفوي بالبرلمان، إلى وجود برنامج جديد لتغطية 1800 منطقة قروية بالإنترنت خلال الأشهر المقبلة، في إطار المرحلة الثانية من المخطط الوطني لتنمية الصبيب العالي والعالي جدا، وذلك بعدما تم خلال مرحلة أولى تغطية ما يصل إلى 10 آلاف و700 منطقة قروية.

“ضعفٌ متواصل”

متفاعلا مع الموضوع، قال أمين آيت منصور، رئيس فيدرالية جمعيات سكساوة بإقليم شيشاوة، ضمن تصريح لهسبريس، إن “عددا من الدواوير الجبلية بالإقليم لا تغطيها شبكة الهاتف فما بالكم بشبكة الإنترنت”، مبرزا أنه “رغم وجود رادارات شركات الاتصالات المعروفة بالقرب من هذه المناطق، إلا بعضها يواجه على ما يبدو مشاكل تقنية أو ما شابه، تجعل الاستفادة من هذه الخدمة تقتصر على فترات في اليوم دون غيرها”.

وأضاف آيت منصور أن “توسيع شبكة الإنترنت لتشمل جميع مدن وقرى المملكة، بات أمرا ضروريا، ليس من باب الترف وإنما من بات الحتمية الاجتماعية والاقتصادية، إذ هناك اليوم مجموعة من التعاونيات التي تحتاج إلى هذه الشبكة للتسويق لمنتجاتها والبحث عن زبائن”، مشددا على أن “غياب وضعف صبيب الإنترنت في هذه الدواوير يُنفر السياح منها رغم توفرها على مقومات مهمة وجب استغلالها والاستثمار فيها بما ينعكس إيجابا على المستوى المعيشي للساكنة المحلية”.

وتابع الفاعل الجمعوي ذاته بأن “فاعلي المجتمع المدني بإقليم شيشاوة قيادة سكساوة يناقشون هذا الموضوع بشكل شبه يومي ويرفضون استمرار ساكنة بعض الدواوير معزولة عن العالم الخارجي وعن محيطها الاجتماعي والسوسيو-اقتصادي”، مطالبا الجهات المعنية وشركات الاتصالات بالعمل على تحديث نظمها التقنية والمعلوماتية في هذه المناطق لتحسين جودة خدمة الإنترنت.

عاملٌ تنموي

من إقليم شيشاوة إلى إقليم تيزنيت حيث أكد أحمد أفروخ، فاعل جمعوي، أن “مجموعة من المناطق في الإقليم، خاصة القروية، على غرار منطقة الكعدة، ما زالت تعاني من ضعف شبكة الإنترنت وشبكة الهاتف، أضف إلى ذلك ضعف شبكة الطرقات وغيرها من الخدمات الأخرى”، موردا أن “هذه المناطق رغم كونها مناطق جذب سياحي وتشهد إقبالا من طرف سياح الداخل والخارج، خاصة خلال فصل الصيف، إلا أن هذه المشاكل تعيق استدامتها كوجهات سياحية رائدة”.

وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “من غير المعقول أن تبقى مناطق في مغرب 2024 خارج تغطية الشبكة العنكبوتية منفصلة عما يقع من حولها من أحداث ووقائع”، مؤكدا أن “غياب التغطية بالإنترنت والهاتف عن هذه المناطق، يساهم في تشجيع الهجرة القروية ويطرح أيضا مشاكل في حالات الحمل أو الحالات المستعجلة التي تتطلب نقلها إلى المراكز الصحية”.

ومن إقليم تيزنيت إلى إقليم طاطا، قال أحمد أوبنيعل، من ساكنة قبيلة دُّودْرَارْ بجماعة تيزغت، إن “نقاش ضعف صبيب شبكة الإنترنت والمكالمات مطروح حاليا وسبق أن أثرناه من أجل إنصاف المجال وتمكين جميع المحليين من الاستفادة من هذه الخدمات الحيوية، حيث تحسنت الأمور مقارنة مع الماضي لكن ليس بالطريقة الكافية والمرضية”، معتبرا أن الإنترنت صار شيئا ضروريا كالماء والكهرباء، ولا تنمية ولا استقرارا بدونه”.

وأوضح أوبنيعل لهسبريس أن “هناك مناطق مقصية بشكل كبير من هذه الخدمات حيث يصعب إجراء مكالمة بسيطة داخل المنزل، إذ يكون من الضروري الانتقال إلى مكان مرتفع أو الابتعاد بشكل كلي عن المدشر، وهو ما يخلق مشاكل للمحليين ويحرجهم مع الضيوف خلال فصل الصيف على سبيل المثال”، موردا أن “خدمات الإنترنت مرتبطة أساسا بالتنمية، إذ من المهم جدا أن تكون هناك جهود من أجل تقوية الصبيب الذي توفره الشركات الثلاث العاملة في المجال”.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة