الأحداثنبيل اجرينيجة
لا يمكننى كواحد من ابناء مدينة أسفي، حَلُم باليوم الذى يشعر فيه كل “عبدي” قح بأن رسالته ستكون لها قيمة ووزن. لاشك أن مشهد التجديد و التغيير في صفوف رجال السلطة أثلج صدر كل “مسفيوي” يعشق هذا المدينة وينشد لها الخير والتقدم، وأول الغيث قطرة إن شاء الله، ولكن، وبصراحتي المعتادة، وكونى ليس لى أى انتماء سياسي، لا يمكننى أن أنكر حزنى وخيبة أملى من بعض الممارسات والأفعال التي شهدتها مدينة اسفي منذ ثماني سنوات عجاف…
السيد العامل الجديد على أسفي، نتوجه إليك بهذه الرسالة الصادقة والنبيلة، بعد أن مسنا الضر وكثر فينا الضرر في عهد خلفك غير الصالح، نلتمس فيك خيرا لإعادة الاعتبار للمدينة بعد أن تحولت أسفي من مدينة الى قرية، وتألمنا كثيرا بعد ان أصبح كل أمي وجاهل مرتزق ومتملق من نخب هذه المدينة، فيما تم تهميش كل المثقفين والعلماء والكتاب والمؤلفين وكل من له رأي صائب في مصلحة المدينة والوطن.
أيها العامل الجديد… نحن في عهدك نريد بناء مدينة “أسفي” على أرض خصبة وطاهرة، نحن إذ نرحب بك و نتمنى لك النجاح والتوفيق في مهمتك الجديدة، ولكننا في نفس الوقت نضع أمامك عدة ملفات لابد من فتحها ودراستها ومعالجتها والتصدي لها بكل قوة وشجاعة.
لقد قمنا باستطلاع للرأي العام واتصلنا بالمواطنين على مختلف الشرائح والمستويات وطرحنا عليهم السؤال التالي: ما هي في نظرك الملفات التي تحظى بأهمية كبرى على صعيد الإقليم والتي تود عرضها على السيد العامل الجديد؟
وقد تلقينا أجوبة تنم عن درجة الوعي لدى المواطنين ومدى اهتمامهم وانشغالهم وإدراكهم للشأن المحلي، وتظهر أن الناس تنتظر من العامل الشيء الكثير بصفته المسؤول الأول عن الإقليم وبصفته ممثلا لصاحب الجلالة.
هناك مقولة يرددها العبديون تقول: ”من أراد أن يغتني من المسؤولين فليسعى إلى تعيينه بأسفي”…. فكم من مسؤول كبر أو صغر منصبه ما أن يمر على تعيينه سنة أو سنتان حتى يتحنك “من الحناك” ويتكرش ويصبح من الملاكين والمضاربين العقاريين وذوي السيارات الفارهة.
وعملية حسابية بسيطة بين راتبه وممتلكاته كفيلة بكشف المستور، ولكن أين نحن من قانون ” من أين لك هذا ؟..
الـــسيـــد الـــعــامــل :
إن المسؤولين من رجال سلطة ورؤساء مصالح ومسؤولين منتخبين…، كل أولئك كانوا قبل مجيئك يتولون مناصب ومسؤوليات في الشأن المحلي، في ظلهم انتشر الفساد برا وبحرا، في ظلهم عم سوء التسيير والتدبير، لقد اكتوى بنار هذا الفساد المواطنون البسطاء، الفاسدون سيبقون فاسدين لأنهم ألفوا الفساد وألفهم، لذا وجب اقتلاعهم، إنهم يحبون السباحة في الماء الآسن يجيدون الأسلوب المعسل، سيعطونك من طرف اللسان حلاوة ويروغون عنك كما يروغ الثعلب، جلهم استحلى الكرسي الذي يجلس عليه، وصار خبيرا في استعمال كل الوسائل للحفاظ عليه، سيخفون عليك الملفات ذات الروائح النتنة لأنها أن هي ظهرت ستجرفهم ومن معهم، سيقدم كل واحد منهم نفسه على أنه المصلح الذي أنجز وحقق و…
نؤكد لكم السيد العامل أن ساكنة الإقليم جد متذمرة وساخطة من تصرفات وسلوكات وممارسات مسؤولي الإقليم، سيقول لكم المسؤولون عن جميع القطاعات إن كل شيء على ما يرام، ويقول لكم عامة الناس أن لا شيء في هذا الإقليم على ما يرام .
هل يستحق هذا الإقليم ذي الخيرات العميمة والأرض الفلاحية الخصبة والمحاط بالبحر ذي الأسماك المتنوعة، والمتوفر على اهم ميناء بالوطن، والمعامل و المصانع الكبرى المنتجة للفوسفاط و الإسمنت و الجبس… ذات الشهرة العالمية، هذا الإقليم ذو المآثر والمناظر السياحية، جذابة الألباب وساحرة القلوب، سكانه كرماء مضيافون حتى ولو كانت بهم خصاصة، هل يستحق هذا الإقليم”عبدة والعبديون” كل هذه المعاناة وهذا التسيير والتدبير السيئين وهذا التهميش، وهذه الحكرة…؟
السيد العامل الجديد … إن الآسفيين يتوجهون
اليك بالنصائح التالية:
1 – محاربة الفساد والفاسدين وناهبي المال العام في جميع القطاعات والمؤسسات والادارات.
2- “الموظفون الأشباح”.. ظاهرة تستشري في الإدارات والجماعات الترابية
3 – فتح تحقيق في المشاريع المتوقفة في المدينة كاصلاح الطرق والانارة والمجالات الخضراء.
4 – إيقاف العبث بالغابات بعد أن تم تحويلها الى تجزئات سكنية، فهي الرئة الوحيدة للمدينة في محاربة التلوث.
5 – إيقاف طوفان السكن العشوائي والضرب بيد من حديد على كل من يقف وراءها.
6 – إعادة الاعتبار الى حدائق المدينة بعد أن تم تأجيرها وتحويلها الى فضاءات للصوص والاسترزاق.
7 – ايقاف العبث بنسيج المدينة الحضري بعد أن تم تشويه التنطيق وتداخل أحياء العمارات.
8 – محاربة اللوبيات المسترزقة من ملك الدولة العام كالشواطئ ومواقف السيارات والأسواق.
9 – حماية المدينة من لوبيات العقار الذين استنزفوا الوعاء العقاري ولم يعد للمواطن القدرة على اقتناء السكن.
10 – والبقية ستأتي يا سيادة العامل بعد تسلمكم لمهامكم عمليا.
نرجو أن تكون لنا أيها العامل الجديد خير خلف لأسوء سلف، وترد الاعتبار لمدينة أسفي ولمنطقة عبدة التي تم طمس اسمها من الجهة، ولكم منا كل الدعاء بالتوفيق في هذه المهمة النبيلة والصعبة.
ولهذا أدعو – كمواطن من ابناء أسفي – كافة القوى بالمدينة وكافة المسؤولين فى حياتنا السياسية، أن يتوقفوا عن تكرار أخطاء الماضى. أرجو منهم ألاَّ يفترضوا فينا الغباء أو الجهل كما كانوا يفعلون في عهد العمال و الولاة السابقون ، نرجوهم أن يحترموا عقولنا. وحتى لو كانوا يروننا أدنى منهم ذكاءً، فنرجوهم أن يعينوننا على الخروج من دائرة الجهل لا أن يستغلوا جهلنا. وكل هذا من أجل مدينة سماها إبن خلدون حاضرة المحيط …. أرجو أن تصل رسالتى إلى كل من يهمه الأمر.
Tags :محمد فطاحهيئة التحرير19 أكتوبر، 2024
إقرأ الخبر من مصدره
