أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةمجتمعمؤلف جماعي يغوص في حكامة الهجرة

مؤلف جماعي يغوص في حكامة الهجرة


هسبريس من الرباط

أصدر مختبر دراسات الهجرة الإفريقية (LemAfriQ)، الكائن مقره بالعاصمة الإسبانية مدريد، ملفا متكاملا في عدد أسدس 2024 بعنوان “المغرب: جيو-سياسية وحكامة الهجرة” لسياسات الهجرة وبرامج الاندماج التي تهم المهاجرين بالمغرب. كما قرر المختبر ذاته، الذي يعتبر رائدا في دراسة الهجرة بالدول الإفريقية وعلاقتها بأوروبا، تعيين الباحث الأكاديمي الدكتور الحسن جفالي ممثلا له بالمغرب، وذلك لتتبع هذا الملف ذي الأهمية البالغة علميا واجتماعيا.

ومن بين الخلفيات البحثية المنتجة لهذا الإصدار العلمي الجديد، حسب ناشريه، كون اعتماد سياسات الهجرة جعل من المغرب بلدا فاعلا نشطا وذا صلة بالعلاقات الأوروبية الإفريقية في مجال إدارة الهجرة.

وقد رصد المختبر أنه منذ نشر تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب حول الهجرة واعتماد الاستراتيجية الجديدة للهجرة واللجوء في عام 2013، أصبح للمهاجرين الوافدين حديثا حق الولوج إلى جميع الخدمات بالشروط التي نفسها يتمتع بها المغاربة، وهي في نظر الباحثين سياسات ساهمت في إرساء قواعد جديدة لعلاقات التعاون بين المغرب مع الدول الإفريقية والأوروبية.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;}

يتكون محتوى العدد المشار إليه أعلاه من اثنتي عشرة مقالة، تضم بحوثا قام بها مجموعة من الأساتذة والباحثين في قضايا مختلفة، وقدموا من خلالها وجهات نظر متنوعة ومتعددة وفق مقاربات علمية ومنهحية غزيرة، متعلقة بالهجرة والدبلوماسية الثقافية والتعاون الأوروبي الإفريقي والمشروع الإفريقي الأطلسي.

ونظرا لموقع المغرب الاستراتيجي الجغرافي، تصف مثلا أشواق شلخة، أستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط، المملكة المغربية بأنها جسر بين إفريقيا وأوروبا، مسلطة الضوء على الدبلوماسية الثقافية كأداة لتعزيز علاقات التعاون بين القارتين، فيما ركز باحثون آخرون على دبلوماسية الهجرة، بإبراز دور الهجرة في التكوين الجيو-سياسي وتعزيز التعاون داخل الفضاء القاري الإفريقي والمتوسطي.

من جانبه، أشار الأستاذ حسن عربي، من جامعة محمد الأول بوجدة، إلى أن العلاقات الإسبانية المغربية مرت بتقلبات وانعدام ثقة متبادل على مدى أربعة قرون، لتصل في آخر المطاف إلى قناعة بضرورة بناء مساحة مشتركة للتفاهم. كما أبرز أنه منذ التحول الديمقراطي في إسبانيا واندماجها في الاتحاد الأوروبي، سعت الحكومات المتعاقبة إلى ضمان سيادة السلام في الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط، والتعاون في جميع المشاريع التي تهم إسبانيا والمغرب.

ونظرا لهذه التحولات، فإن المغرب تمكن من بناء نظام اجتماعي يستجيب لحاجيات الساكنة من خلال برامج حكومية محددة، بهدف تعزيز الدولة الاجتماعية. وفي هذا السياق، تمت الإشارة ضمن المؤلف إلى المسار الذي سلكه المغرب، منذ اعتماد دستور 2011، لبناء دولة قائمة على الحقوق، وترسيخ ثقافة التنوع في النسيج الاجتماعي، نتيجة التعايش بين النموذجين التقليدي والحداثي في مفاهيم مدونة الأسرة.

ومن هذا المنظور، ركز الإصدار على تحليل الرؤية المغربية فيما يتعلق بتعزيز التعاون الإفريقي في المجال الأكاديمي. فتناول الحسن اليعقوبي، أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، تطور الحراك الطلابي الإفريقي، ورغبة الطلاب في مواصلة تعليمهم العالي في المغرب. كما أن مواكبة التطور الحاصل على مستوى حركية المهاجرين الأفارقة تجلت في الدعم المقدم من قبل الجهات الرسمية المغربية في اعتماد استراتيجية وطنية للهجرة واللجوء لإدماج المهاجرين في المغرب من وجهة نظر اجتماعية واقتصادية وثقافية. كما تناول الباحث ذاته تحديد بعض المفاهيم في رسم الفروق بين المهاجر الذي يبحث طوعا عن مساحة داخل المجتمع المضيف، والآخر الذي يتم الترحيب به بفضل برامج الهجرة الحكومية. لذلك فإن برامج الاندماج التي تم تبنيها في المغرب تستهدف المغتربين، من أجل تجذيرهم في البلد المضيف دون فقدان جذور هويتهم.

من جانب آخر، تناول المؤلف بعض طرق تدبير الهجرة في المغرب بشكل متوازن، من أبرزها أن المملكة زاوجت ووفقت بين تطبيق سياسات اجتماعية للمواطنين أو سياسات عامة للهجرة تجاه المهاجرين، وبين السعي إلى تنفيذ سياسات عامة لعودة الجالية اليهودية المغربية في الشتات. وبحسب مهدي رحيميني، فإن اليهود المغاربة يمثلون 10% من مجمل الطائفة اليهودية في العالم، وتمثل اتفاقيات أبراهامز، الموقعة يوم 22 ديسمبر 2020 بالرباط، تجديدا للعلاقات بين الجالية اليهودية في الشتات والمغرب.

وأخيرا تناول سمر خمليشي وعز الدين الطاهري، أستاذان بجامعة محمد الخامس بالرباط، قضايا استراتيجية متعلقة ببيئة الهجرة، مثل انفتاح المغرب على الفضاء الأطلسي وموقعه المهم على خريطة تدبير القوة الناعمة، باعتبار أن المغرب يقود مشروعا ملموسا وواقعيا لبناء مركز اقتصادي إقليمي، بالتعاون مع البلدان المجاورة في غرب إفريقيا، مما قد يجعل المملكة منصة ربط ليس فقط بين إفريقيا وأوروبا، بل أيضا مع أمريكا، نظرا للمكانة الجيدة للمغرب على الساحة الدولية.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة