أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرياضةالمغرب التطواني: معاناة …قد تطول…!!

المغرب التطواني: معاناة …قد تطول…!!

بريس تطوان 

تحكمت في فريق المغرب التطواني في المواسم السابقة وبالضبط بدءا من الأيام الأخيرة للسيد عبد المالك أبرون ثم في فترة رئاسة السيد رضوان الغازي وضعيات حرجة أقلقت المتتبعين لفريق المدينة الأول: المغرب التطواني، وكان أوج الأزمة قد انفجر بعد إحاطة المشاكل المادية بالفريق، إثر تراكم الديون عليه، وقلة الموارد، ومحدودية المداخيل نظرا لنفور المستشهرين، وضعف مداخيل المقابلات بسبب ضيق الملعب وعدم قدرته على استيعاب الجماهير الكثيرة التي تناصر الفريق بعدما وقع تعمد إلغاء بناء الملعب الجديد نكاية في هاته المدينة العاشقة لكرة القدم فوق المطلوب…

كان من الطبيعي في ظل هذه الأوضاع أن يزهد المخلصون في تحمل مسؤولية التسيير وأن يتعرض الفريق للإهمال القيادي، وأن تخلو لائحة المرشحين لترؤس مكتبه من الأسماء القادرة على تحمل أعبائه…مما جعل الجهات الوصية تبادر إلى تكوين لجنة انتقالية لتدبير شؤون الفريق في انتظار عقد جمع عام لانتخاب رئيس الفريق الجديد…وقد طال عمر هاته اللجنة المؤقتة التي أسندت إليها الصلاحيات الكافية لتدبير أمر الانتدابات، واختيار الطواقم التقنية والإدارية للقيام بالضروري، من أجل تمكين المغرب التطواني من الحفاظ على صورته التي رسمها في مخيلة شباب وعشاق المدينة لاسيما بعد فوزه ببطولتين من بطولات المغرب الاحترافية.

استطاعت اللجنة المكلفة برئاسة السيد يوسف أزروال في السنة الرياضية الماضية من تضميد جراح الفريق بل قامت بانتدابات متعددة رغم ما واجهها من مشاكل في التأهيل (لاسيما فيما يتعلق بالترخيص لياجور والحافظي وفرح)، وأنهت الموسم الرياضي في وضعية مريحة بعدما أنقذت الفريق من الانحدار إلى القسم الثاني…ولكن الأمل بقي معلقا بتشكيل مكتب قانوني يحمل على أكتافه مهمة وضع الفريق على السكة الصحيحة لاسترجاع الأمجاد وتفادي المعوقات الحائلة دون التفوق.

أعتقد أن المشاكل الأخيرة التي سيعاني الفريق من تداعياتها حاليا ستبتدئ بعد انتهاء الموسم الرياضي الفارط؛ إذ إن اللجنة المؤقتة كانت تعلم علم اليقين أنها ستناط بها مهمة الاستمرار في تسيير الفريق (بالشكل الانتقالي أو عن طريق مكتب منتخب كما حصل فعليا)، ولكنها –مع ذلك- لم تخطط جيدا لتدبير المرحلة الجديدة القادمة…وتركت اللاعبين الذين ضمتهم في السنة الماضية عرضة للضياع بعدما كانوا قد حققوا في نهاية السنة الماضية ارتقاء وانسجاما كبيرين بعد المجهود الجبار لهاته اللجنة وبفضل المدرب الصبور عبد اللطيف اجرندو، مما أفرز في النهاية مجموعة متميزة كان يمكنها –مع بعض التعزيزات- أن تقارع بقية الفرق الوطنية من أجل إحراز المراتب الأولى في بطولة هذا الموسم…ولكن التراخي الذي حصل، والتفريط الذي وقع في الاحتفاظ بالمجموعة التي حملت الفريق على أكتافها في السنة الماضية، وانعدام الوعي بخطورة سلخ الفريق من دعاماته الأساسية – التي انتقلت لتعزيز فرق المغرب المنافسة هذا الموسم- تركت العمل البنائي الذي قامت به لجنتنا المؤقتة في مهب الرياح، عرضة للضياع، ولإضاعة الفريق كما لاحظ الجميع.

المشكل الآخر المسؤول عن الإخفاقات الحالية وقد تم التنبيه عليه منذ البداية هو الطريقة المتسرعة في انتدابات اللاعبين الجدد خلال هذه السنة، فقد تكلم الناطق الرسمي منذ أيام خلال لقاء صحفي عن القيمة الفنية التي يتمتع بها مجموع اللاعبين الذين انضموا إلى المغرب التطواني…والحق الذي ينبغي التأكيد عليه أن الانتدابات الأخيرة تمت بدون إذن ورقابة المتخصصين لاسيما وأن المدرب الأجنبي الذي اختير خطأ للفريق أيضا (بسبب مشكل التواصل مع اللاعبين) لم يكن بعد قد وصل أو تعرف على طبيعة الكرة المغربية…مما ترك أمر الاختيار عرضة للكثير من الانتقادات…وقد أكدت المراقبة التقنية للاعبين بعد مشاركاتهم في المباريات محدودية معظمهم اللهم إلا إذا استثنينا لاعبين أو ثلاثة…أما المصابون الذين التحقوا بالفريق بأعطابهم المعقدة (مثل الهجهوج والفقيه مثلا) فحدث عن المغامرة الكبيرة في ضمهم ولا حرج…

حاول المكتب الحالي الذي لا يمكن إلا أن يُشكر على المجهود الكبير الذي بذله لرفع الحذر عن التأهيلات بما يسرته له الجهات الرسمية الداعمة، حاول استدراك الأمر بتغيير المدرب، والتجأ إلى رجل ترك بصمته القوية على تاريخ الكرة التطوانية وهو السيد عزيز العمري…وأعتقد مرة أخرى أن اجتهادات المكتب في هذا الاتجاه وفي هذه المرة أيضا لم تكن في محلها، لأسباب موضوعية كثيرة يصعب طرحها في هاته العجالة، ونتمنى أن نكون مخطئين في التشبث بها…لأن المعرفة بتطور الكرة عالميا ووطنيا كان يدعو ولا شك ويدفع في اتجاه التعاقد مع منير الجعواني المدرب الشاب القادر على إعطاء شبابنا المعول عليهم (لا على معظم المنتدبين من خارج المدرسة) زخما وروحا جديدين بما عرف عنه من قدرة في التأثير والتنشيط وتقديم البدائل وفي تقديم الخطط النسقية التي يحتاجها فريق فتي مثل فريقنا…

والخلاصة أن أزمة الفريق الحالية قد تطول، وقد تستشري وتتفاقم، لانعدام أسباب التصحيح في ظل الوضعية والاختيارات الراهنة….

النصيحة للمكتب وللعامري خصوصا (ما دام أنه صار قدرا لازبا) أن يحاول الوقوف على تركيبة جديدة من اللاعبين الذين تشتم فيهم رائحة الأمل، وأن يسعى إلى تجاوز منطق المحسوبية والقرابات والمحليات التي ظهرت في تشكيلة الفريق في المبارتين الأخيرتين، كما أن الأمل معقود على تعافي اللاعبين الفقيه والهجهوج لعلهما يظهران بالصورة المثالية التي كانت لهما قبل لعبهما خارج المغرب، وإلا فعلى العامري أن يخلق نهجا جديدا بما يتوفر له من لاعبين شبابا ومخضرمين يصنع بهم فريقا جديدا بالتيكي تاكا (التي يزعم أنه هو الذي ابتكرها في تطوان)، أو بأي نهج آخر من ابتكاراته العبقرية…

ولن ننسى في الأخير أن نهمس في أذنه بأن ما جاء في تصريحاته بعد مباراة الجديدة من تحميل اللاعبين مسؤولية الإخفاق لكون الانتدابات كانت غير موفقة، هو كلام صحيح، ولكن صحته لا تعفيه من المسؤولية لكونه كان يفترض أن يقوم بتقويم كامل لحال ووضعية الفريق ولاعبيه المتوفرين قبل أن يبادر إلى توقيع عقده وتلقف التعويضات المالية مقابل القيام بمهمته المستحيلة…المهم أمامه تجربة افتتاحية مناسبة من أجل الانطلاق مع الفريق المحتل للصف الأخير شباب المحمدية…نرجو أن يستفيد منها.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة