أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةفن و ثقافةنساء عالمات من تاريخ تطوان (6)

نساء عالمات من تاريخ تطوان (6)

6- إحياء النساء للأعياد والمناسبات الدينية

أقامت بعض سيدات تطوان جلسات للذكر في دورهن أو في المساجد في مناسبات دينية عديدة، وكذا أيام الجمعة، فقد خصصت السيدة المفضلة بنت الهاشمي أفيلال دارها للذكر ودروس الوعظ والإرشاد كل يوم جمعة بعد صلاة العصر . وأحيت النساء المداحات ليالي للمديح والذكر خاصة بالنساء في المناسبات الدينية، منهن السيدة منانة بنت الهاشمي البقالي»، مقدمة زاوية سيدي بن عيسى بحي العيون التي كانت تحيي ليلة المولد بالزاوية.

كما كانت السيدة الفاضلة «فامة بنت محمد الحراق تحيي ليلة عيد المولد بالأمداح النبوية للنساء بزاوية للا فريجة بحي السويقة.

ويذكر أن النساء كانت تفصلهن عن حلقات الذكر الرجالية في الزوايا شبابيك، وهو ما عبر عنه العلامة التهامي الوزاني : كانت النساء تقصدن الزيارة، يخرجن بذلك عن تعاليم الصوفية من عدم جواز حضور النساء حفلات الذكر مع الرجال. ويبدو أن نساء تطوان كن يذهبن إلى المساجد ويفضلهن الصلاة بها بدل بيوتهن على غرار نساء الأندلس. كما أن المساجد خضعت لنمط معين في البناء، إذ وضعت مسالك خاصة بالنساء وأخرى للرجال مما يحول دون اختلاطهم.

خلاصة:

أمام شح المصادر التاريخية التي تتناول موضوع النساء المجذوبات والمتصوفات بتطوان، والذي حال دون صياغة بيبيوغرافية دقيقة وجامعة لهن، فإن مقاربتنا للموضوع ركزت على جمع شذرات سيرهن من المصادر، وعرض بعض الجوانب الثقافية التي أبدعن فيها.

وتظل الإشارات التي وردت عنهن عند كل من العلامة أحمد الرهوني، والعارف بالله سيدي أحمد بنعجيبة، والفقيه محمد داود، ولعل الفقهاء قد زهدوا في ذكر جذبهن وتصوفهن لعدة اعتبارات أهمها أنهن نساء فلم تنلن بذلك حقهن بالكامل عندما دون تاريخ مدينة تطوان. لكننا نؤكد أنه رغم التهميش الذي طالهن مقارنة مع سير العلماء الرجال، فإن دورهن كان صحوة ثقافية نسوية نظرا لاجتهادهن وحماسهن في الدرس والتحصيل، فصنعن الحدث في مجتمعهن، وذاع صيتهن ولفتن إليهن أنظار بعض المهتمين بالشأن الثقافي فأشاروا إليهن في مؤلفاتهم.

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة