أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةدوليباحثان: إبادة غزة أثبتت فشل مجلس الأمن ويجب إلغاء الفيتو

باحثان: إبادة غزة أثبتت فشل مجلس الأمن ويجب إلغاء الفيتو

قال باحثان إن الحرب الإسرائيلية المدمرة المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام أثبتت فشل مجلس الأمن الدولي وضرورة إلغاء سلطة “النقض” (الفيتو).

وبدعم من الولايات المتحدة، أسفرت حرب إسرائيل على غزة عن أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وقالت الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عائشة البصري للأناضول إن “عجز الأمم المتحدة عن ردع إسرائيل يبرز فشلها (المنظمة) وعيوبها الهيكلية الواضحة”.

وشددت على أن استمرار هذا الوضع يسقط “الوهم المتعلق بقدرة الأمم المتحدة على الحفاظ على السلام والأمن الدوليين”.

وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وتابعت البصري أن “الإبادة الجماعية في غزة كشفت أن مجلس الأمن الدولي كان ولا يزال أداة في يد القوى الكبرى؛ مما أدى إلى تآكل مصداقيته كحكم عالمي للسلام”.

ويتألف المجلس من 15 عضوا هم 10 دول يتم انتخابها دوريا و5 دول دائمة العضوية تمتلك سلطة “النقض” (الفيتو)، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.

⁠الفيتو الأمريكي

ووفق البصري فإن استخدام الولايات المتحدة “الفيتو” ضد جهود المبذولة للتوصل إلى “وقف إطلاق النار” في غزة يظهر حجم العيوب الهيكلية في بنية مجلس الأمن.

وأردفت أن حدوث “الإبادة الجماعية” في غزة يؤكد محدودية تأثير مجلس الأمن، الذي يضع مصالح الدول الخمس دائمة العضوية فوق المجتمع الدولي.

ورأت أن هيكلية مجلس الأمن تعكس وهن النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

وتابعت: “ونتيجة لذلك، تزداد صعوبة تعامل المجلس مع الصراعات التي يكون أحد أطرافها إحدى الدول الخمس دائمة العضوية”.

واعتبرت البصري أن “الاختبار الذي جرى في غزة أظهر أن الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، لم تعد تعمل وفق الهدف الذي أُنشئت من أجله”.

وأكدت أن الأمم المتحدة تواجه أزمة “قيادة ضعيفة ومنحازة”، وأمينها العام أنطونيو غوتيريش “فشل في اتخاذ موقف حازم وواضح بشأن غزة”.

كما انتقدت موقفه الذي أدان حركة حماس “بسرعة ووضوح” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينما استخدم “عبارات غامضة” تجاه إسرائيل، معتبرة أن هذا يظهر “ضعف غوتيريش وتحيزه العميق”.

وهاجمت “حماس” في ذلك اليوم قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدسته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.

⁠إصلاحات مستقبلية

و”فشل” الأمم المتحدة في غزة، حسب البصري، يعكس “استحالة تحقيق إصلاحات مستقبلية”.

وقالت إن الإصلاح الحقيقي يتطلب أن تتخلى الدول دائمة العضوية عن سلطة “النقض” وتسمح بتمثيل جغرافي أوسع.

وشبّهت البصري الأمم المتحدة بعصبة الأمم (1919-1946)، التي انهارت بعد فشلها في منع وقوع الحرب العالمية الثانية، ورأت أن “الأمم المتحدة تسير على الخطى نفسها”.

وزادت بأن “الأمم المتحدة أصبحت محاصرة بديناميات جيوسياسية نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، ولم تعد تعكس الحقائق العالمية المعاصرة”.

⁠إلغاء سلطة “النقض”

الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي ميتشل بلتنيك قال إن الأمم المتحدة نشأت لمنع وقوع جرائم وأحداث مثل الإبادة الجماعية والحروب، لكنها “فشلت”.

وأضاف بلتنيك للأناضول أن “وقوف الولايات المتحدة ضد (مشاريع) قرارات الدول الأخرى في مجلس الأمن ومنع المجلس من اتخاذ قرارات مهمة، هو خلل يجب إصلاحه”.

ودعا إلى زيادة تأثير الجمعية العامة للأمم المتحدة وتقليل سلطة مجلس الأمن.

وختم بلتنيك بالتشديد على ضرورة “إلغاء حق النقض”، والاعتماد بدلا من ذلك على آلية أخرى تقوم على قبول مشاريع القرارات بأغلبية الثلثين.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة