أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةاقتصادأجواء عيد الأضحى…قصص تُحكى وروايات تُنسج وعصابات تتربص

أجواء عيد الأضحى…قصص تُحكى وروايات تُنسج وعصابات تتربص

محمد منفلوطي_ هبة بريس

لاحديث اليوم يعلو فوق حديث ” وابشحال الحولي”، تزامنا والاستعدادات الجارية لاقتناء أضحية العيد لهذا العام الذي يأتي في ظروف استثنائية تطبعها موجة الغلاء والتقلبات الاقتصادية والاجتماعية…
طبيعة مجتمعنا لا يتقبل أفراده فكرة عدم شراء أضحية العيد ولو كلّفهم ذلك الغالي والنفيس، ذلك ما ساهم في انتشار ظاهرة شراء الأكباش بالتقسيط، أو ظاهرة الشناقة الذين باتوا يتحكمون في رقاب العباد دون استحياء..

فمن جهة، يقف الفلاح البسيط ومعه الكساب، وقلوب الجميع لدى الحناجر خوفا وهلعا على ضياع رؤوس مواشيهم التي كلفتهم الكثير بدءا بشرائها ومرورا بتسمينها علفا بأسعار مرتفعة، وانتهاء بعرضها بالأسواق الأسبوعية، لكن شبح “ظاهرة عصابات الفراقشية” يبقى قائما يتربص بهم حتى الدقائق الأخيرة…
يقولون بنبرة الخوف: ” مع هاذو عديمي الضمير، والله ما مابقينا كنعسو ، كانديرو النوبة بالدوار، شي كينعس وشي كيبقى فايق…الوقت خيابت والعيد هذا… عيّاونا هاذ العصابات الإجرامية…”، تخوفات وحدت صفوف معظم الفلاحين والكسابة، وجعلت أعينهم لا تفارق النوم، ترصد كل صغيرة وكبيرة…
” هاذ الفراقشية كيهجمو على الدواوير ليلا، ماشي بوحدهم لابد مايكون معاهم شي واحد ولد لبلاد لكيوريهم الطريق…”، هكذا فسّر أحد الفلاحين طريقة اشتغال أفراد هذه العصابات التي غالبا ما تسقط في أيادي عناصر الدرك الملكي ويقبع أفرادها السجن…

مع كل عيد أضحى يكثر الحديث عن هذه الظاهرة التي تتكون من مخلوقات بشرية لم تراع أساسا لا لرابطة دم ولا لقرابة ولا لمبادئ ولا لأخلاق ولا ” لتسلاميت بلغة العامية”…بل يكثفون من أنشطتهم الإجرامية ليل نهار، يرسمون ويخططون لمهاجمة ما كسبت أيادي الناس عرقا وشرفا، ليسطون عليها دون استحياء ولا ذرة شرف…

مع كل عيد، تكثر الروايات وتنسج الحكايات وتروى قصصها للصغار قبل الكبار، فمنها ما يرتبط ارتباطا بغلاء الأكباش وضعف القدرة الشرائية، ومنها ما يتعلق بوضعية الفلاحين والكسابة ولسان حال كثير منهم يقول” بنادم ها العار يشد غير فلوسو مع هاذ الغلاء”..

مواطنون لهم أطفال صغار وأسر وعائلات، يبكون يشكون الغلاء وجشع بعض الفلاحين وكواليس الشناقة الذين يساهمون بدورهم في الرفع من سومة الأضحية….وبين أروقتها يقف الفقير والبسيط والمستخدم والموظف ذو الدخل المحدود، يراقب عن كثب….يستفسر يسترق السمع من هنا وهناك، ” بشحال هذا الخير…كيدير الثمن اليوم….منين شريتي…السوق ليوم كيداير….” في انتظار ” دخول المانضة”، لعله يظفر بأضحية عيد على قدر المستطاع دون أن يسقط في شباك الشناقة وخطر العلف المغشوش وفخ الغلاء المبالغ فيه….

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة