أخر المستجدات

الأكثر قراءة

الرئيسيةرآيضد دولة الرفاه! تنزل الدولة الاجتماعية من فوق. مثل معجزة. دون حاجة...

ضد دولة الرفاه! تنزل الدولة الاجتماعية من فوق. مثل معجزة. دون حاجة إلى أحزاب اشتراكية ديمقراطية. ودون حاجة إلى يسار

حميد زيد – كود//

ما يتحقق في الديموقراطيات نتيجة المطالب. والصراع. والاحتجاجات.

ونتيجة الضغط.

ونتيجة التناقضات.

يأتي في المغرب لوحده. ودون أن يطلبه أحد.

يأتي عن طيب خاطر.

يأتي من فوق. مثل معجزة. ومثل هدية من السماء.

فتنزل الزيادات في الأجر.

وتنزل الدولة الاجتماعية بسهولة. ومن طرف الدولة. دون حاجة إلى أحزاب اشتراكية ديمقراطية.

ودون حاجة إلى يسار.

حيث لا شيء يحدث في الواقع. تحت. والأحزاب غير موجودة. والنقابات في مقر الحكومة.

و الباترونا لا تشبه الباترونا. و لا تدافع عن مصالحها. ولا تناقضات لها مع التوجه الاجتماعي للدولة.

ومع الأجراء.

ومع الرفع من الحد الأدنى للأجور. وراضية هي الأخرى.

وأمام هذا الوضع. حيث تلعب الدولة كل الأدوار. وتتحكم في الجميع.

وفي كل الأطراف. وفي كل الفرقاء.

أصبحت المعارضة عاجزة عن القيام بأي دور.

و لولا الخجل لرفضت الأحزاب المشكلة للمعارضة اليوم دولة الرفاه.

ولاعتبرتها دولة رفاه مفروضة. ومن فوق. وليست نتيجة صراع طبيعي. وحقيقي.

وقد حاول الاتحاديون أن يحتجوا على الاتفاق مع النقابات واعتبروه مقايضة.

لكن من الصعب أن يذهبوا أبعد من ذلك.

من الصعب أن يقول أحد إنه ضد الزيادة في أجور الموظفين.

لكن الأكيد أن هذه الدولة الاجتماعية المغربة تتجسد على أرض الواقع لوحدها.

و أغرب ما في الأمر هو أن خصومها هم من يقومون بتنزيلها.

من رجال أعمال. وليبراليين. ويمين محافظ. مطبقين سياسة تتناقض مع مصالحهم. ومع إيديولوجيتهم.

حيث يفرض على اليمين في الوقت الحالي أن يكون ديمقراطيا اجتماعيا. ويساريا.

ويؤسس الدولة الاجتماعية الموعودة.

بينما اليسار المغربي يتفرج في مشهد سريالي. في برنامجه. وفي خطابه. يتحقق على أرض الواقع.

من طرف أعداء “الطبقة العاملة”.

ومن طرف المخزن.

ومن طرف سلطة “يتحكم” فيها صندوق النقد الدولي. والمؤسسات المالية الدولية. و تفرض عليها شدا للحزام. و إصلاحات قاسية.

حتى أن الاتحاديين صرخوا مرة “هذه دولتنا الاجتماعية. ونحن الذين كنا ندعو إليها”.

و معرفتنا بها أفضل.

لكن لا أحد يسمع الاتحاديين هذه الأيام.

ولا أحد يولي اهتماما بالمعارضة.

وكل شيء يحدث داخل الدولة. وهي التي تقرر. وهي تختار متى تكون يمينا. ومتى تكون يسارا.

وفيها كل شيء. وكل التيارات. وكل المصالح. ملتقية في ما بينهما.

ولها هذه القدرة على الجمع بين ما لا يجمع.

بينما لا شيء يحدث خارج الدولة.

وكل شيء يتحقق داخلها.

وكل شيء ينسب إليها.

ومن يجرؤ الآن أن يكون ضد دولة الرفاه.

ومن هذا المعارض الذي بمقدوره أن يرفض الدولة الاجتماعية.

من هذا الراديكالي الذي يعترض على دولة رفاه من صنع النظام الرجعي.

فقد تغير المغرب كثيرا. و اختلطت فيه المفاهيم. والأفكار.

وصار فيه اليمين يؤدي دور اليسار.

واليسار لا يجد دورا يؤديه.

والليبرالي المغربي ليس مع الحرية. ومع الاقتصاد الحر.

لكنه مع تدخل الدولة.

ولا يميني شجاع واحد

ولا رأسمالي جشع يرفض كرم الدولة

ويحتج على دولة الرفاه.

إقرأ الخبر من مصدره

مقالات ذات صلة